الدعـــاء المستجــاب
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.. البقرة آية 186. فعن أبن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قالت اليهود كيف يسمع ربنا دعائنا يا محمد وانت تزعم أن بيننا وبين السماء خمسمائة عام وغلظ كلّ سماء مثلُ ذلك ؟ فنزلت هذه الآية.
وقال الحسن: سببها أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فننادية؟ فنزلت، وقال عطاء وقتادة لما نزل قوله تعالى: {وقال ربكم أدعوني أستجب لكم}.. غافر آية 60. قال يا قوم: في أي ساعة ندعوه؟ فنزلت أي إذا سألك عبادي عن المعبود فاخبرهم يا محمد أنه قريب يثيب على الطاعة ويجيب الداعي وأنه قريب من اوليائه بالإفضال والأنعام، لقد امر الله عباده بالدعاء وحض عليه وسماه عبادة ووعد بانه يستجيب لهم.
فعن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أعطيت أمتي ثلاثا لم تعط إلا الأنبياء كان الله إذا بعث نبياً قال: أدعني أستجب لك. وقال لهذه الامه أدعوني أستجب لكم، وكان الله إذا بعث نبياً قال له: ما جعل عليك في الدين من حرج. وقال لهذه الامة: ما جعل عليكم في الدين من حرج وكان الله إذا بعث نبي جعله شهيدا على قومه وجعل هذه الامه شهداء على الناس.
وللدعاء شروطه وآدابه حتى يستجيبه الله تعالى وأولها أجتناب الاعتداء المانع من الاجابة حيث قال في آية اخرى: {أدعوا ربكم تضرعا وخفيه أنه لا يحب المعتدين} ولا يدعوا الداعي بأثم أو قطعية رحم وما لم يستعجل وإلا يأكل الداعي الحرام ففي الحديث: (ما بال الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له ذلك).
وقد قال العلماء أن اجابة الدعاء لا بد لها من شروط في الداعي وفي الدعاء وف ياليء المدعوا به، فمن شرط الداعي أن يكون عالما بأنه لا يقدر على حاجته إلا الله تعالى وأن الوسائط في قبضته ومسخرة بتسخيره وأن يدعوا بنية صادقة وحضور قلب فأن اللهع تعالى لا يستجيب من قلب غافل لاه، وأن يكون مجتنباً لأكل الحرام، والا يمل من الدعاء.
ومن شرط المدعو فيه ان يكون من الامور الجائزة الطلب والفعل شرعا كما قال مالم يدع بإثم أو قطعية رحم فيدخل في الأثم كل ما يأثم به من الذنوب ويدخل في الرحم جميع حقوق المسلمين ومظالمهم، وأما شروط الدعاء فسبعة أولها التضرع والخوف والرجاء والمرؤه والخشوع والعموم وأكل الحلال.
وقال أبن عطاء أن للدعاء أركان واجنحة وأسبابا وأوقاتا فأن وافق أركانه قوي وأن وافق أجنحته طار في السماء وأن وافق مواقيته فاز وإن وافق أسبابه نجح فأركانه حضور القلب والرأفة والاستكانة والخشوع وأجنحته الصدق ومواقيته الأسحار وأسبابه الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم وقيل شرائط الدعاء أربعة أولها حفظ القلب عند الوحدة وحفظ اللسان مع الخلق وحفظ النظر الى ما لم يحل وحفظ البطن من الحرام.
وقد قيل لإبراهيم بن آدهم ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟ قال لأن قلوبكم قد ماتت. قالوا وما الذي أماتها؟ قال عشر خصال قالوا وما هي؟ قال عرفتم حق الله ولم تطيعوه، وعرفتم حق الرسول ولم تتبعوا سنته، وعرفتم القرآن ولم تعملوا به، واكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها، وعرفتم الجنة فلم تطلبوها، وعرفتم النار فلم تهربوا منها، وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه، وعرفتم الموت فلم تستعدوا له، ودفنتم الاموات ولم تعتبروا، وتركتم عيوبكم وأشتغلتم بعيوب الناس فأسخطتم ربكم وخالقكم فكيف يستجيب الله بعد ذلك لدعائكم.
والدعاء المطلوب في كل الاوقات غير أنه في بعض الأوقات أكبر ومن هذه الاوقات السجود وعند الاذان والاقامة وبينهما في السحر وعند جلوس الخطيب بين الخطبتين ويوم الجمعة وعند نزول المطر وعند التقاء الجيشين وفي الثلث الاخير من الليل وفي المرض وفي السفر وليلة النصف من شعبان وليلة لبقدر وفي الصيام وليلتي العيدين ويوم عرفة وهو في بعض الاماكن أجدر بالقبول في المساجد وعند قبر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وفي الروضة الشريفة وفي المسجد الحرام وفي المسجد الاقصى وفي مقام ابراهيم وفي حجر أسماعيل وفوق عرفات وعند الملتزفة.
والدعاء مقبول ولكن هناك دعوات لا يردها الله تعالى وهي دعوة الصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم ودعوة المرء الى اخية في ظهر الغيب ودعوة الوالد لولده او عليه ودعوة الأمام العادل ودعوة المسافر ودعوة الغائب للغائب ودعوة الرسل والانبياء والصالحين والدعاء باسم الله الاعظم والدعاء بالمأثور من القرآن والسنه وآثار الصالحين.
والدعاء تتنوع الاجابة له فقد يعطي المرء مطلوبه وقد يرفع الله عنه به مكروها وقد يدحز له من الكرامة في الاخرة ما هو في حاجة أليه وخيردعوة هي ما ادخرها رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاعة لأمته يوم القيامة فهي نائله أن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئاً.
ومن المواقف الايمانية في الدعاء المأثور أن نبي الله موسى عليه السلام كان يرعى غنم الرجل الصالح الذي أستأجره (نبي الله شعيب) فنزل بها يوما في واد يقال له وادي الذئاب، ونظر حوله فأذا بالذئاب تحيط بغنمه من كل جانب وقد أدركه التعب والنصب ولم يقو على رعيها فأتجه الى الله يدعوه دعاء المضطر قائلا اللهم أحاط سبعة علمك وسبعة تدبيرك وتفدت ارادتك وكلت حيلتي وأنت تعلم أني مؤتمن عليها رعها لي والقى بعصاه ونام فلما أستيقظ وجد الذئاب تحيط بغنمه حتى لا تشرد منها الشاه ووجد كبير الذئاب وقد أمسك بعصاه، فقال ألهي وسيدي ما هذا الذي أراه؟ فقال الله تعالى يا موسى لا تعجب مما ترى يا موسى كن لي كما أريد أكن لك ما تريد.
------------------
الدعاء نعمة كبرى، ومنحة جلَّى، جاد بها ربنا -جل وعلا- حيث أمرنا بالدعاء، ووعدنا بالإجابة والإثابة؛ فشأن الدعاء عظيم، ومنزلته عالية في الدين، فما اسْتُجْلِبت النعم بمثله، ولا استُدفعت النقم بمثله، ذلك أنه يتضمن توحيد الله، وإفراده بالعبادة دون من سواه. وهذا هو رأس الأمر، وأصل الدين والدعاء عبادة لله، وتوكل عليه. والدعاء أيضًا محبوب لله، وأكرم شيء عليه تعالى، والدعاء سبب عظيم لانشراح الصدر، وتفريج الهم، ودفع غضب الله سبحانه.
والدعاء مفزع المظلومين، وملجأ المستضعفين، وأمان الخائفين، وسبب لدفع البلاء ثم إن ثمرة الدعاء مضمونة؛ إذا أتى الداعي بشرائط الدعاء وآدابه، فإما أن تعجَّل له الدعوة، وإما أن يُدفع عنه من السوء مثلها، وإما أن تُدخر له في الآخرة. فما أشد حاجتنا إلى الدعاء! بل ما أعظم ضرورتنا إليه! قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة" ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم}. وقال صلى الله عليه وسلم: "أفضل العبادة الدعاء"، وقال عليه الصلاة والسلام: "ليس من شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء"، وعنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر".
وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الدعاء، بل وذم من لم يدْعُ فقال: "إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه". وقال: "ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: إذن نكثر الدعاء، قال: "الله أكثر".
آداب الدعاء وأسباب الإجابة:
1 - الإخلاص لله تعالى.
2 - أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك.
3 - حضور القلب والإخلاص في الدعاء.
4 - الدعاء في الرخاء والشدة.
5 - لا يسأل إِلا الله وحده.
6 - الاعتراف بالذنب والاستغفار منه والاعتراف بالنعمة وشكر الله عليها.
7- الدعاء ثلاثًا .
8 - استقبال القبلة.
9 - الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة.
10 - الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال.
11 - رفع الأيدي في الدعاء.
12 - التضرع والخشوع والرغبة والرهبة.
13 - رد المظالم مع التوبة.
14 - عدم الدعاء على الأهل، والمال، والولد، والنفس.
15 - الابتعاد عن المعاصي والتوبة منها.
16 - أن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلال.
18 - لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم.
19 - الوضوء قبل الدعاء إن تيسر.
أوقات وأحوال وأماكن يُستجاب فيها الدعاء:
1 - ليلة القدر.
2 - جوف الليل الآخر.
3 - دبر الصلوات المكتوبة.
4 - عند النداء للصلوات المكتوبة.
5 - عند نزول المطر.
6 - عند شرب ماء زمزم مع النية الصادقة.
7 - إذا نام على طهارة، ثم استيقظ من الليل ودعا.
8 - بين الأذان والإقامة.
9 - ساعة من يوم الجمعة.
10 - عند دعاء الله باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
11 - الدعاء في شهر رمضان.
12 - عند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر.
13 - في السجود.
14 - عند الاستيقاظ من النوم ليلا والدعاء بالمأثور في ذلك.
15 - دعاء الصائم عند فطره.
16 - دعاء الإمام العادل.
17 - الدعاء عقب الوضوء إذا دعا بالمأثور في ذلك.
18 - الدعاء حالة إقبال القلب على الله واشتداد الإخلاص.
19 - دعاء المظلوم على من ظلمه.
20 - الدعاء على الصفا.
21 - الدعاء على المروة.
22 - الدعاء عند المشعر الحرام.
23 - دعاء المسافر.
24- دعاء المضطر.
25 - دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب.
26 - دعاء يوم عرفة في عرفة.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.. البقرة آية 186. فعن أبن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قالت اليهود كيف يسمع ربنا دعائنا يا محمد وانت تزعم أن بيننا وبين السماء خمسمائة عام وغلظ كلّ سماء مثلُ ذلك ؟ فنزلت هذه الآية.
وقال الحسن: سببها أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فننادية؟ فنزلت، وقال عطاء وقتادة لما نزل قوله تعالى: {وقال ربكم أدعوني أستجب لكم}.. غافر آية 60. قال يا قوم: في أي ساعة ندعوه؟ فنزلت أي إذا سألك عبادي عن المعبود فاخبرهم يا محمد أنه قريب يثيب على الطاعة ويجيب الداعي وأنه قريب من اوليائه بالإفضال والأنعام، لقد امر الله عباده بالدعاء وحض عليه وسماه عبادة ووعد بانه يستجيب لهم.
فعن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أعطيت أمتي ثلاثا لم تعط إلا الأنبياء كان الله إذا بعث نبياً قال: أدعني أستجب لك. وقال لهذه الامه أدعوني أستجب لكم، وكان الله إذا بعث نبياً قال له: ما جعل عليك في الدين من حرج. وقال لهذه الامة: ما جعل عليكم في الدين من حرج وكان الله إذا بعث نبي جعله شهيدا على قومه وجعل هذه الامه شهداء على الناس.
وللدعاء شروطه وآدابه حتى يستجيبه الله تعالى وأولها أجتناب الاعتداء المانع من الاجابة حيث قال في آية اخرى: {أدعوا ربكم تضرعا وخفيه أنه لا يحب المعتدين} ولا يدعوا الداعي بأثم أو قطعية رحم وما لم يستعجل وإلا يأكل الداعي الحرام ففي الحديث: (ما بال الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له ذلك).
وقد قال العلماء أن اجابة الدعاء لا بد لها من شروط في الداعي وفي الدعاء وف ياليء المدعوا به، فمن شرط الداعي أن يكون عالما بأنه لا يقدر على حاجته إلا الله تعالى وأن الوسائط في قبضته ومسخرة بتسخيره وأن يدعوا بنية صادقة وحضور قلب فأن اللهع تعالى لا يستجيب من قلب غافل لاه، وأن يكون مجتنباً لأكل الحرام، والا يمل من الدعاء.
ومن شرط المدعو فيه ان يكون من الامور الجائزة الطلب والفعل شرعا كما قال مالم يدع بإثم أو قطعية رحم فيدخل في الأثم كل ما يأثم به من الذنوب ويدخل في الرحم جميع حقوق المسلمين ومظالمهم، وأما شروط الدعاء فسبعة أولها التضرع والخوف والرجاء والمرؤه والخشوع والعموم وأكل الحلال.
وقال أبن عطاء أن للدعاء أركان واجنحة وأسبابا وأوقاتا فأن وافق أركانه قوي وأن وافق أجنحته طار في السماء وأن وافق مواقيته فاز وإن وافق أسبابه نجح فأركانه حضور القلب والرأفة والاستكانة والخشوع وأجنحته الصدق ومواقيته الأسحار وأسبابه الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم وقيل شرائط الدعاء أربعة أولها حفظ القلب عند الوحدة وحفظ اللسان مع الخلق وحفظ النظر الى ما لم يحل وحفظ البطن من الحرام.
وقد قيل لإبراهيم بن آدهم ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟ قال لأن قلوبكم قد ماتت. قالوا وما الذي أماتها؟ قال عشر خصال قالوا وما هي؟ قال عرفتم حق الله ولم تطيعوه، وعرفتم حق الرسول ولم تتبعوا سنته، وعرفتم القرآن ولم تعملوا به، واكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها، وعرفتم الجنة فلم تطلبوها، وعرفتم النار فلم تهربوا منها، وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه، وعرفتم الموت فلم تستعدوا له، ودفنتم الاموات ولم تعتبروا، وتركتم عيوبكم وأشتغلتم بعيوب الناس فأسخطتم ربكم وخالقكم فكيف يستجيب الله بعد ذلك لدعائكم.
والدعاء المطلوب في كل الاوقات غير أنه في بعض الأوقات أكبر ومن هذه الاوقات السجود وعند الاذان والاقامة وبينهما في السحر وعند جلوس الخطيب بين الخطبتين ويوم الجمعة وعند نزول المطر وعند التقاء الجيشين وفي الثلث الاخير من الليل وفي المرض وفي السفر وليلة النصف من شعبان وليلة لبقدر وفي الصيام وليلتي العيدين ويوم عرفة وهو في بعض الاماكن أجدر بالقبول في المساجد وعند قبر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وفي الروضة الشريفة وفي المسجد الحرام وفي المسجد الاقصى وفي مقام ابراهيم وفي حجر أسماعيل وفوق عرفات وعند الملتزفة.
والدعاء مقبول ولكن هناك دعوات لا يردها الله تعالى وهي دعوة الصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم ودعوة المرء الى اخية في ظهر الغيب ودعوة الوالد لولده او عليه ودعوة الأمام العادل ودعوة المسافر ودعوة الغائب للغائب ودعوة الرسل والانبياء والصالحين والدعاء باسم الله الاعظم والدعاء بالمأثور من القرآن والسنه وآثار الصالحين.
والدعاء تتنوع الاجابة له فقد يعطي المرء مطلوبه وقد يرفع الله عنه به مكروها وقد يدحز له من الكرامة في الاخرة ما هو في حاجة أليه وخيردعوة هي ما ادخرها رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاعة لأمته يوم القيامة فهي نائله أن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئاً.
ومن المواقف الايمانية في الدعاء المأثور أن نبي الله موسى عليه السلام كان يرعى غنم الرجل الصالح الذي أستأجره (نبي الله شعيب) فنزل بها يوما في واد يقال له وادي الذئاب، ونظر حوله فأذا بالذئاب تحيط بغنمه من كل جانب وقد أدركه التعب والنصب ولم يقو على رعيها فأتجه الى الله يدعوه دعاء المضطر قائلا اللهم أحاط سبعة علمك وسبعة تدبيرك وتفدت ارادتك وكلت حيلتي وأنت تعلم أني مؤتمن عليها رعها لي والقى بعصاه ونام فلما أستيقظ وجد الذئاب تحيط بغنمه حتى لا تشرد منها الشاه ووجد كبير الذئاب وقد أمسك بعصاه، فقال ألهي وسيدي ما هذا الذي أراه؟ فقال الله تعالى يا موسى لا تعجب مما ترى يا موسى كن لي كما أريد أكن لك ما تريد.
------------------
الدعاء نعمة كبرى، ومنحة جلَّى، جاد بها ربنا -جل وعلا- حيث أمرنا بالدعاء، ووعدنا بالإجابة والإثابة؛ فشأن الدعاء عظيم، ومنزلته عالية في الدين، فما اسْتُجْلِبت النعم بمثله، ولا استُدفعت النقم بمثله، ذلك أنه يتضمن توحيد الله، وإفراده بالعبادة دون من سواه. وهذا هو رأس الأمر، وأصل الدين والدعاء عبادة لله، وتوكل عليه. والدعاء أيضًا محبوب لله، وأكرم شيء عليه تعالى، والدعاء سبب عظيم لانشراح الصدر، وتفريج الهم، ودفع غضب الله سبحانه.
والدعاء مفزع المظلومين، وملجأ المستضعفين، وأمان الخائفين، وسبب لدفع البلاء ثم إن ثمرة الدعاء مضمونة؛ إذا أتى الداعي بشرائط الدعاء وآدابه، فإما أن تعجَّل له الدعوة، وإما أن يُدفع عنه من السوء مثلها، وإما أن تُدخر له في الآخرة. فما أشد حاجتنا إلى الدعاء! بل ما أعظم ضرورتنا إليه! قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة" ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم}. وقال صلى الله عليه وسلم: "أفضل العبادة الدعاء"، وقال عليه الصلاة والسلام: "ليس من شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء"، وعنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر".
وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الدعاء، بل وذم من لم يدْعُ فقال: "إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه". وقال: "ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: إذن نكثر الدعاء، قال: "الله أكثر".
آداب الدعاء وأسباب الإجابة:
1 - الإخلاص لله تعالى.
2 - أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك.
3 - حضور القلب والإخلاص في الدعاء.
4 - الدعاء في الرخاء والشدة.
5 - لا يسأل إِلا الله وحده.
6 - الاعتراف بالذنب والاستغفار منه والاعتراف بالنعمة وشكر الله عليها.
7- الدعاء ثلاثًا .
8 - استقبال القبلة.
9 - الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة.
10 - الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال.
11 - رفع الأيدي في الدعاء.
12 - التضرع والخشوع والرغبة والرهبة.
13 - رد المظالم مع التوبة.
14 - عدم الدعاء على الأهل، والمال، والولد، والنفس.
15 - الابتعاد عن المعاصي والتوبة منها.
16 - أن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلال.
18 - لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم.
19 - الوضوء قبل الدعاء إن تيسر.
أوقات وأحوال وأماكن يُستجاب فيها الدعاء:
1 - ليلة القدر.
2 - جوف الليل الآخر.
3 - دبر الصلوات المكتوبة.
4 - عند النداء للصلوات المكتوبة.
5 - عند نزول المطر.
6 - عند شرب ماء زمزم مع النية الصادقة.
7 - إذا نام على طهارة، ثم استيقظ من الليل ودعا.
8 - بين الأذان والإقامة.
9 - ساعة من يوم الجمعة.
10 - عند دعاء الله باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
11 - الدعاء في شهر رمضان.
12 - عند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر.
13 - في السجود.
14 - عند الاستيقاظ من النوم ليلا والدعاء بالمأثور في ذلك.
15 - دعاء الصائم عند فطره.
16 - دعاء الإمام العادل.
17 - الدعاء عقب الوضوء إذا دعا بالمأثور في ذلك.
18 - الدعاء حالة إقبال القلب على الله واشتداد الإخلاص.
19 - دعاء المظلوم على من ظلمه.
20 - الدعاء على الصفا.
21 - الدعاء على المروة.
22 - الدعاء عند المشعر الحرام.
23 - دعاء المسافر.
24- دعاء المضطر.
25 - دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب.
26 - دعاء يوم عرفة في عرفة.